الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

الشيخ علي البوديلمي (رضي الله عنه)

الشيخ علي البوديلمي (رضي الله عنه)




ولد الشيخ علي البوديلمي (قدس سره) في يوم 15 جوان سنة 1909ميلادي بمنطقة المسيلة، (مسيلة هي ولاية جزائرية كما تعتبر نقطة وصل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب ، يحدها من الشمال كل من ولايتي برج بوعريريج والبويرة ومن الشمال الشرقي ولاية سطيف و من الشمال الغربي ولاية المدية ،أما من الشرق فتحدها ولاية باتنة ،ومن الغرب و الجنوب الغربي ولاية الجلفة ،ومن الجنوب الشرقي ولاية بسكرة ، مناخها قاري وهي مركز وسط بين التل والصحراء ، ومعظم الولاية مستوية يبلغ ارتفاعها من 200 الى 300 م فوق سطح البحر ،و تلقب بعاصمة الحضنة ،لقبت بهذا الاسم لاحتضانها بين سلسلتي الأطلس التلي والأطلس الصحراوي .) ، وهو ابن الشيخ سيدي محمد ،بن عبد الله ،شيخ الطريقة الرحمانية الخلوتية ،بن عبد القادر بن بوزيان بن مبارك بن الموهوب ، الذي يتصل نسبه بالقطب الكبير المشهود له بالشرف والصلاح، سيدي محمد بن عزوز الديلمي العلامة الشهير المذكور في البستان من علماء تلمسان .
تعلم الشيخ علي البوديلمي (رضي الله عنه) القرآن الكريم، وختمه حفظاً في السابعة من عمره الشريف ،في زاوية أبيه، وتلقى مبادئ علوم اللغة العربية ومقدمات في الفقه واصوله وعلم الكلام عند والده ، وعلى جماعة من العلماء المتعاقبين بالزاوية، ثم انتقل إلى المعهد القاسمي ببوسعادة، فمكث فيه نحو سنة، ثم ارتحل إلى قسنطينة فزاول دروسه على رجال فطاحل في العلم، كالأستاذ عبد الحميد القسنطيني ، نحو سبع سنوات ونصف، وولي الله العالم الشيخ أحمد الحبيباتني، والعلامة السيد الزواوي الفاكون، والفقيه الشيخ الطاهر ذكوطة، والشيخ يحي الدراجي، فلازم هؤلاء المشايخ سنين عديدة بجد واجتهاد متوال، حتى تحصل منهم على الإذن التام، وأجازوه بخطوط أيديهم، ثم هاجر مرة أخرى إلى تونس فأقام بجامع الزيتونة، فاستكمل معارفه هناك، على مشايخ إختارهم لنفسه، وواضب على مجالسهم، كالأستاذ مناشو، والأستاذ بن القاضي، والأستاذ أبى الحسن النجار، والأستاذ الزغوتيني، والأستاذ بالخوجة، والأستاذ المختار بن محمود، والأستاذ شيخ الإسلام الطاهر بن عاشور في التفسير سنوات عديدة.
ثم هاجر إلى المغرب الأقصى، فمكث بجامع القرويين مدة وانتقل الى مناطق اخرى ،وأخذ علم الحديث ،رواية ودراية، وأجيز من محدث المغرب وعالم الدنيا الشهير، العالم الأوحد الشيخ عبد الحي الكتاني (رحمه الله)، والحافظ سيدي أبي شعيب الدكالي في المشرق، والشيخ مولاي عبد الرحمن بن زيدان، والعلامة المرحوم الوزير الحجوي بمكناس، والشيخ العلامة محمد بن المؤقت المراكشي في داره بمراكش والأستاذ الأكبر قاضي سوس، والشيخ الهاشمي الفلالي في موطأ الإمام مالك (رحمه الله)، والأستاذ صالح بن الفضيل بالحرم النبوي الشريف، والعلامة الأشهر الشيخ سيدي حسن العلاوي المالكي المدرس بالحرم المكي.
وبعد رجوعه إلى مسقط رأسه و مزاولة دروسه أسس الأستاذ البوديلمي جريدة أسبوعية سماها "الذكرى"، وله تآليف عديدة، وتلاميذ كثيرون في كل العالم وزواياه في كل الأقطار العربية الإسلامية بل وحتى في أوروبا ،وآسيا و أمريكا وغيرها.
وكان إمام الجامع الأعظم بتلمسان ،ومفتي الديار التلمسانية ،وختم تفسير القرآن في ظرف عشرين سنة ،في الجامع المذكور، ورفع راية الإسلام أيام كانت الجزائر في حاجة إلى أبنائها، ولما تضلع وتشبع واستكمل من كل الفنون العلمية شرقا وغربا رغبه والده (قدس الله نفسه) سيدي محمد بن عبد الله، بأن يتصل بصوفي العارف بالله شهير وقته و فريد زمانه وعصره ،العارف بالله ، والصوفي الورع، الشيخ سيدي أبي العباس أحمد بن مصطفى العلوي (رحمه الله) بأن يأخذ عنه علم التصوف (العرفان والأخلاق) ،حتى يتربى على الطريقة المثلى للوصول الى الكمال ، وفعلا انتقل أستاذنا سيدي علي البوديلمي إلى مدينة غليزان مدرساً، وبدعوة من أهاليها بعدما كانت هناك مكاتبات في الموضوع، إلى أن جاء اللقاء بينه وبين الأستاذ العلاوي (رحمه الله) ، فأخذ عنه ، فكان منه ما كان فهو بحق مشعل رباني، وهو أيضا آخر القافلة، فقد جمع الله له علمي الحقيقة والشريعة، فهو عالم لهذا العصر بدون منازع .
(رضي الله عنه وأرضاه و وعطر قبره الشريف )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق