الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

الشيخ محمد بن الصالح حمر العين (رضي الله عنه)

الشيخ محمد بن الصالح حمر العين (رضي الله عنه)




وُلِد الشيخ محمد صالح حمر العين (رحمه الله) سنة 1926ميلادي ،عام 1344 هجري ، في قرية أولاد حمر العين، قرب بلدية بني عزيز بولاية سطيف. نشأ في بيئة علمية، إذ كان لعائلته شرف تأسيس زاوية ''العين'' التي تداول عليها جموع طلبة العلم من كلّ الأقطار، ومنهم ، عمّه ،وأخوه ،وأبوه ،الذين كانوا أقطابا كذلك في العلم. كما كانت أمّه فقيهة، درس ابنها على يدها أصول العقائد.
وقبل ذلك حفظ القرآن الكريم وعمره ثلاثة عشر عامًا، ودرس الفقه والنّحو والصرف والبلاغة والمنطق والحساب والفلك.. على يد مشايخه: بن عمارة الزلاجي، علي بن كسيرة، موسى بن كسيرة، عمر صباح الخلفاوي، الحسين بن قارة وغيرهم.
ولمّا اندلعت الثورة المباركة اضطر إلى مغادرة منطقة القبائل الّتي كان يُدرِّس فيها علوم الدِّين واللغة العربية، والتحق بالثورة عضوًا في لجنة قضائية تابعة لجيش التحرير الوطني ، وكان مقرّبًا من الى الكثير من العلماء ، وصديقًا لأغلبية شيوخ الزوايا في منطقة سطيف .
كان عالماً فاضلاً ،محباً للخير وأهله ،عاشقاً لآل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذريتهم .
بعد الاستقلال وظّف في التعليم مدة من الزمن ، وفي آخر حياته درس مجموعة من طلبة العلم ،الفقه المالكي ،كما أخذوا عنه دروساً في العقيدة الأشعرية ،وكان الفقيد (رحمة الله عليه) أضبط أهل سطيف لمذهب الإمام مالك، حتّى أن الأساتذة الجامعيين المختصين في الشريعة يلجأون إليه لفك المعضلات. ولم يترك الشيخ (رحمه الله) أيّ تأليفات سوى كتاب بإلحاح من تلامذته في شرح الآجرومية الذي كان يلقيه تباعًا في مسجد الشيخ المقراني بحي ''راسيدور''، زيادة على أنّ له شعرًا كثيرًا ضاع على مرّ الزمن .

توفي فضيلة الشيخ محمد صالح حمر العين (ضي الله عنه) وهو أحد أبرز علماء منطقة سطيف وفضلائها الأجلاء ، وهو العالم اللّغوي ، والفقيه ، والشاعر ، يوم الأربعاء 27 رجب سنة 1432هـجري ، الموافق لـ29 جوان عام 2011 ميلادي، عن عمر يناهز 85 . ويعود للشيخ الفضل البارز على كثير من أئمة وطلبة العلم بمدينة سطيف، ولايكاد أحدهم يجهل قيمته العلمية، بل درس أغلبهم على يديه صنوف العلم. فكان شارحًا للعديد من المراجع من أمهات الكتب مثل: الجوهرة، والرحبية والآجرومية ،وقطر الندى ،وألفية ابن مالك ،ومتن ابن عاشر ،ورسالة ابن أبي زيد ،ومختصر خليل.
و شُيِّعت جنازة الفقيد (رحمه الله) ، بمقبرة سيدي الخَيِّر (رحمه الله) ، مع العلم بأنّ أحد تلامذته القاطن بفرنسا تجشّم عناء السفر والحضور مراسم الجنازة ،(رحمه الله رحمة واسعة وألهمه فسيح جنانه)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق