الشيخ محمد الطاهر بن عاشور (رحمه الله)
الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ،هو : عالم وفقيه ،ومفسر تونسي ،من كبار علماء المغرب الإسلامي (المغرب العربي) ، ينتمي الى أسرة علمية عريقة ،منحدرة من الأندلس ، ترجع أصولها إلى أشراف المغرب الأدارسة تعلم بجامع الزيتونة ثم أصبح من كبار أساتذته ،تتلمذ علىه كبار علماء المغرب العربي ،برز في عدد من العلوم ونبغ فيها ، كعلوم الشريعة والحقيقة ، واللغة والأدب ، وكان متقنا للُّغة الفرنسية ، وعضواَ مراسَلاً في مجمع اللغة العربية في دمشق والقاهرة ، تولى مناصب علمية وإدارية بارزة كالتدريس ، والقضاء ، والإفتاء ، وتم تعيينه شيخاً لجامع الزيتونة .
ألف عشرات الكتب في التفسير ، والحديث ، والأصول ، واللغة ، وغيرها من العلوم ، منها تفسيره المسمَّى : " التحرير والتنوير" ، و" مقاصد الشريعة " ، و" كشف المغطا من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ " ، و" أصول الإنشاء والخطابة " ، و" النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح " ، وغيرها من الكتب النافعة .
ولد في تونس سنة (1296) هـجري قمري ، الموافق (1879) ميلادي ، وهو من أسرة متدينة محافظة ،أنجبت الكثير من العلماء ،والشيخ محمد طاهر بن الصادق بن عاشور ،مالكي المذهب ،أشعري العقيدة ، جنيدي السلوك .
كان على موعد مع لقاء الشيخ محمد عبده (رحمه الله) في تونس عندما زارها هذا الأخير في رجب سنة 1321 هـجري الموافق ل 1903 ميلادي . سمي حاكما بالمجلس المختلط سنة 1909 ميلادي ثم قاضيا مالكيا في سنة 1911 ميلادي ، ارتقى إلى رتبة الإفتاء وفي سنة 1932 ميلادي ،اختير لمنصب شيخ الإسلام المالكي، ولما حذفت النظارة العلمية ،أصبح أول شيخ لجامعة الزيتونة ،وأبعد عنها لأسباب سياسية ،ليعود إلى منصبه سنة 1945 ميلادي ،وظل به إلى ما بعد استقلال البلاد التونسية ،سنة 1956. ميلادي ،من أشهر أقرانه الذين رافقهم في جامعة الزيتونة: شيخ الأزهر الراحل محمد الخضر حسين، وابنه محمد الفاضل بن عاشور ،كان بدوره من كبار علماء الدين البارزين في تونس والمغرب العربي .
آثاره (مؤلفاته) :
* التحرير والتنوير، تفسير القرآن
* كشف المغطى من المعاني والألفاظ الواقعة في الموطأ
* النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح
* قصة المولد النبوي الشريف
* مقاصد الشريعة الإسلامية
* تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة
* التوضيح والتصحيح (أصول الفقه)
* حاشية التوضيح والتصحيح لمشكلات كتاب التنقيح (جزآن)
* أصول الإنشاء والخطابة
* موجز علم البلاغة
* أليس الصبح بقريب
* أصول النظام الاجتماعي في الإسلام
* الوقف وأثره في الإسلام
* نقد لكتاب الإسلام ونظام الحكم
* شرح لمقدمة المرزوقي لشرح ديوان الحماسة
* شرح قصيدة الأعشى
* شرح ديوان النابغة
* ديوان بشار، مقدمة وتحقيق
* الواضح في مشكلات شعر المتنبي لأبي القاسم الأصفهاني (تحقيق)
* قلائد العقيان في محاسن الأعيان للفتح بن خاقان القيسي (تحقيق)
* سرقات المتنبي ومشكل معانيه لإبن بسام النحوي (تحقيق)
وفاته :
توفي في تونس يوم 13رجب 1394 هـجري / 12 أغسطس 1973 ميلادي، عن عمر يناهز الـ (98) عاماً .
أقول العلماء فيه :
قال عنه صديقه الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر رحمه الله : " وللأستاذ فصاحةُ منطقٍ ، وبراعةُ بيانٍ ، ويضيف إلى غزارة العلم وقوّة النظر : صفاءَ الذوق ، وسعة الاطلاع في آداب اللغة ... كنت أرى فيه لساناً لهجته الصدق ، ... وهمَّةً طمَّاحة إلى المعالي ، وجِداً في العمل لا يَمَسه كلل ، ومحافظة على واجبات الدين وآدابه... وبالإجمال ليس إعجابي بوضاءة أخلاقه وسماحة آدابه بأقل من إعجابي بعبقريته في العلم" انتهى .
ووصفه محمد البشير ،قائلاً : " عَلَم من الأعلام الذين يعدّهم التاريخ الحاضر من ذخائره ، فهو إمام متبحِّر في العلوم الإسلامية ، مستقلّ في الاستدلال ، واسع الثراء من كنوزها ، فسيح الذرع بتحمّلها ، نافذ البصيرة في معقولها ، وافر الاطلاع على المنقول منها ، أقْرَأ ، وأفاد ، وتخرَّجت عليه طبقات ممتازة في التحقيق العلمي" انتهى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق